في يوم [ 2 / 8 / 1972 ] ..
عمت الافراح منزل الشيخ عبدالعزيز بن دعيع والواقع في حي العزيزية بـ [ مدينة حائل ] ..
بقدوم الابن الثالث له بعد عبدالله وفهد .. وقد اختار له اسم محمد ..
وقد وجد هذا الابن المعاملة الطيبة والجميلة والتدليل من قبل والديه واخوته
لكونه يعد هو اخر العنقود من ابناء الشيخ عبدالعزيز ،
يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعام بعد عام ومحمد ذلك الطفل البرئي يكبر سناً
ويخطف القلوب والعقول باحترامه الكبير وتعامله الراقي وهدوءه الجميل إلى ان
بات محبوباً عند الصغار والكبار من الاقارب والزملاء ولم يكن يتوقع محمد ان
سيأتي يوماً سيكون عشقاً كبيرا في قلوب الملايين ..
في عام [ 1977 م ] دخل محمد المدرسة ..
وبين المدرسة والحارة هناك قصة طويله نكشفها لكم [ حصرياً عبر الاقلاع ] :
إلا وهي ان محمد الدعيع كان حينما يخرج المدرسة لا ينام الا حينما يزوال معشوقتة الكرة ..
كان يدخل بهدوء ويخرج بهدوء من المنزل دون حس ولا خبر لكيلا لا يراه والده ..
والذي كان يمنع محمد من مزوالة الكرة والاهتمام بمذاكرة دروسة لكونه والده
لم يجد التجاوب من ابنيه عبدالله وفهد .. واللذان التحقا بنادي الطائي ..
فما كان منه الا ان يحاول ان يقنع محمد بان الكرة لن تؤكله عيش ولن تبني له مستقبل ..
ولكن محمد كان يتظاهر بانه لا يحب الكرة امام والدايه وفي الخفاء يمارس هوايته وعشقه الكرة
في الحارة وكان والده يراه يلعب ولكنه يغض النظر عنه ، اخذ محمد يصول في ملعب الحارة
في حي العزيزية ويقهر الدفاع والحارس باهدافه الساحقه ومهارته الفائقه ..
كان يتمنى ان يكون لاعباً معروف يطرب الجمور باهدافه ومهارته ..
ولكن المثير ان محمد الدعيع وفي تسجيله للاهداف كان يثير زملائه بمستواه الرائع
في مركز الحراسة كان يعمل مالا يعمله غيره بالتصدي للكرات بطرق متنوعة ..!
واصل محمد في اللعب بالحارة ..
وفي المدرسة ..
الى ان جاءه اقتناع تام بانه لن يجد مستقبله إلا بالكرة ..
وفعلاً بعدما نال شهادة الكفاءة [ سحب على المدرسة ] بعدما شاهده المدرب الوطني فراج الطلال
والذي اذهله الدعيع بمهارته في مركز الحراسة فاقنعه باللعب في نادي الطائي لكرة اليد كحارس ..
وفعلاً خاض الدعيع هذا المجال ..
وبعد سنوات قليلة واجه الطائي للناشيئن مشكلة في مركز الحراسة
ولم يكن هناك حاسر فلم يكن امامهم الا بالاستعانة بخدمات الدعيع حارس كرة اليد ..
وبعد محاولات حثيثة ومستمره ورفض من قبل الدعيع الا انه في النهائية استجاب لتوسلات القائمين
على نادي الطائي اضافة الى شقيقه الاسطوري عبدالله الدعيع , وفي اول مباراة ..
لم يقدم الدعيع مستوى يرضي المتابعين بل .. انه سحرهم واذهلهم وادهشهم
بما فيهم مدرب الطائي وشقيقه عبدالله ولاعبي الفريق المقابل النصر
والذي على الرغم من انه مدعوم بلاعبي المنتخب للناشئين ..
إلا ان محمد الدعيع [ خلاهم يشوفون نجوم القايله ] ويرجعوا للرياض وهم يجرون فضيحة لم يكن يتوقعوها ..
ومن بعد هذه المباراة تلقى محمد الدعيع التهاني من زملائه ومن الكثيرين..
وبعد محاولات ايضاً مستمره قبل ان يكون حارساً في كرة القدم لتكون
قصة الدعيع في 6 سنوات وبكل بساطة :
..[ مهاجم في الحواري ، حارس في اليد ، حارس في القدم ] ..
من خلال نفس العام أصبح أسمى محمد الدعيع مهماً في التشكيل السعودي لمنتخب الناشئين
وتم أختياره لكأس العالم وحينها وصل المنتخب السعودي إلى دور الأربعة ..
واصل الدعيع مسيرته الابداعية مع فريقه الطائي طوال تلك الأعوام حتى عام [ 1989 م ] ..
وأختير مجدداً لينضم للمنتخب أساسياً في كاس العالم ..
وفي إسكتلندا عام [ 1989 م ] سطر الدعيع إبداعته الحقيقة..
وأنتج لنفسه مكانة ممتازة في الحراسة السعودية ..
حتى أوصل المنتخب السعودي للمباراة النهائية .. أمام صاحب الأرض والجمهور[ منتخب إسكتلندا ]
وساهم الدعيع في التصدي لركلاتهم الترجيحة بنجاح باهر ..
وحرمهم من اللقب الكبير آن ذاك وتوج الأخضر السعودي بطلاً ..
ولم يكن الإعلام يعطيه حقه المكتسب ..!
سوى التجاهل الكبير ولم يلقي بالاً لهم بل واصل رحلة عطائه ..