السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستعانة بالله
اتقوا الله حق التقوى وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ولا تتعرضوا لغضب ربكم فإن أجسادكم على النار لا تقوى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً-يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً-
لا شك أن كل إنسان يعلم أنه ضعيف لا يستطيع قوة وليس له ناصر والله يؤكد هذا المعنى ويقول -وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً
ويقول -فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ-
وكلنا يعلم أن الله هو القوي العزيز الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون
لذلك وجب على المخلوق الضعيف الاستعانة بالخالق القوي العزيز.
وتخيلوا إنسانا في لجة البحر قد تحطمت سفينته وتعلق بخشبة طافية وانقطعت سبل النجاة لديه فهو لا يرى منقذ له إلا الله
فتصوروا حاله وكيف يكون تعلقه بربه وكيف يكون دعائه .
وإذا استشعرتم ذلك فاعلموا أننا نعيش هذا المشهد في كل لحظة فنحن نسبح في بحر من الفتن والشهوات ومن لم يستعن بالله فلن ينجوا ولهذا كان سيد البشر وأكمل الخلق عليه الصلاة والسلام يكثر من قول - يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك-
هذا وهو النبي المعصوم المؤيد بالوحي وبجبريل والذي عرج به إلى فوق السموات وله المقام المحمود والحوض والشفاعة مع ذلك هو خائف من تقلب قلبه صلى الله عليه وسلم.
والاستعانة هي اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله في حصول ذلك وحسن الظن به
فاعتماد القلب يعني أن تكون الاستعانة لقلبك كما يكون العماد للبنيان.
والثقة بالله تتضمن معرفة الله وتتضمن حسن العبادة فإن حسن الظن من حسن العبادة
وهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لمعاذ - لا تدع دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك-
وإذا خرجنا من المنزل نقول - بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله- فيقول الشيطان كيف لي برجل هدي وكفي ووقي.
الاستعانة الحقيقة تكون مع القرب من الله وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
وإذا كثرت معاصينا وعجزنا عن تغير أنفسنا فلنستعن بربنا.
فمن أراد أن يصلي الفجر في جماعة فليستعن بربه
ومن أراد أن يترك الغيبة فليستعن بربه
ومن أراد أن يترك حلق لحيته أو إسبال ثوبه فليستعن بربه
ومن أراد النجاح في امتحاناته فليستعن بربه
وكذلك من كثرت ديونه وهمومه فليستعن بربه - ومن قال اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغني بفضلك عمن سواك-قضى الله دينه وإن كان عليه جبل من الديون .
وأكثروا من الدعاء في سجودكم فإنه كثرته دليل على تعلقكم واستعانتكم بربكم
أيها الآباء وانتم بلا شك تتمنون صلاح أبنائكم بل تتمنون أن يكونوا خيرا منكم لذلك فأعظم سبيل لصلاحهم الاستعانة بالله في تربيتهم وكثرة الدعاء لهم
وقد قال0 بعض المشايخ أنه زار رجلا ووجد أولاده كلهم صالحين فسأله عن سر ذلك فقال له إذا حدث من أحدهم خطأ لجأت إلى الله واستعنت به ودعوته له وهذا هو السر
فالله أكبر الأمر يسير والنتائج متحققة فاستعينوا بركم لكي يعينكم واعلموا أن الطريق طويل فالموت والقبر والبعث والنار هي الطريق, ولا عون ولا نجاه إلا لمن وفقه الله فلا حول ولا قوة إلا بالله . -يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ-
ومن أراد أن يكون الله في عونه فيكن في عون أخيه يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم 0- والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه-
وصلوا على خير البشر أجمعين فإنه قد أمركم بالإكثار من الصلاة عليه 0وقال أقربكم مني منزلة أكثركم علي صلاة وقال من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا