"الرقابة " ترصد قصورا في عمل الصحة في متابعة المرض
"الغذاء والدواء" السعودية تجيز لقاح إنفلونزا الخنازير
الرياض - العربية.نت
بعد انتظار وترقب أفرجت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية عن لقاح انفلونزا الخنازير H1N1 "بانديمركس Pandemrix وإجازته لاستخدامه في المملكة بعد أن تابعت جميع مراحل إنتاجه من قبل الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج اللقاحات حيث أعلنت في اجتماعها مساء البارحة الذي عقدته لجنة تسجيل شركات الأدوية ومنتجاتها بالهيئة مساء اليوم بحضور رئيسها الدكتور محمد بن احمد الكنهل لمناقشة موضوع تسجيل لقاح انفلونزا الخنازير لإجازة استخدامه في المملكة.
وأكد الدكتور سعود الحسن، عضو اللجنة الوطنية للامراض المعدية للعربية أن الأولوية في اجراء التطعيمات ستكون للحجاج، سواء كانوا من السعودية أو من خارجها، قلل في الوقت نفسه من الأحاديث التي تشكك في الاثار الجانبية للقاح، والحذر منه، قائلا: إن الحقائق العلمية التي يمكن أن نتحدث عنها بكل وضوح ان هذا التطعيم آمن بشكل كبير ويماثل تطعيم الانفلونزا الموسمية، ولا يوجد اي اضرار جانبية له.
وأبلغت الهيئة وكالة الأنباء السعودية أنها تابعت جميع مراحل إنتاج لقاح إنفلونزا الخنازير من قبل العديد من الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج اللقاحات، حيث واصلت الهيئة متابعة مستجدات الأمور مع الهيئات الرقابية العالمية الأخرى المماثلة للهيئة، ومنها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، والهيئة الأوروبية لتقييم الأدوية، وكذلك منظمة الصحة العالمية، وبينت أن إدارة تراخيص الأدوية وإدارة تقييم الأدوية قامت مع المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية، والمركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم بتحليل ومتابعة متعمقة لكل ما نشر عن اللقاح من دراسات و اختبارات، حيث تمت مراجعة ملفات تسجيل اللقاح فيما يخص السلامة و الفعالية والجودة ونتائج تحليل اللقاح في مختبر الأدوية بقطاع الدواء، و الإطلاع على تقارير تسجيل اللقاح في الهيئة الأوروبية لتقييم الأدوية حيث تم التأكد من أن اللقاح يسوق بنفس التركيب في 17 دولة من الدول الأوروبية مثل بريطانيا و فرنسا وبلجيكا والسويد والدانمارك واسبانيا وهولندا وان جميع الدراسات والتحاليل تؤكد أن الفوائد العلاجية المتحققة من اللقاح تفوق الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن يسببها اللقاح، والتي لا تختلف في مجملها عن تأثيرات لقاح الإنفلونزا الموسمية الذي يستخدم منذ أكثر من عشرين عاما ويمكن الإطلاع على هذه الآثار بزيارة موقع الهيئة. وأوصت اللجنة العلمية بالهيئة بتسجيل اللقاح، وبناءً عليه قامت لجنة تسجيل شركات الأدوية ومنتجاتها بمراجعة شاملة للتقارير ونتائج التحاليل المخبرية، وقررت تسجيل اللقاح باسم بانديمركس Pandemrix. وأعربت الهيئة عن أملها من المواطنين والمقيمين إلى عدم الانسياق وراء ما ينشر عن اللقاح من معلومات غير صحيحة، والرجوع للمصادر الحكومية والعلمية الموثوقة للحصول على المعلومة الصحيحة، كما حثت العاملين في القطاع الصحي والمواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن أي ملاحظات على اللقاح من خلال تعبئة النموذج الخاص برصد الآثار الجانبية للقاح، حيث يمثل إبلاغ المركز الوطني للتيقظ الدوائي بالآثار الجانبية للأدوية واللقاحات أفضل طريقة تسهم في رصد مأمونة الأدوية وسلامتها ويمكن الحصول على نموذج رصد الآثار الجانبية للقاح من المراكز الصحية أو من موقع الهيئة على شبكة المعلومات العالمية. ويأتي اعتماد الهيئة للقاح في محاولة لإنهاء حالة التوجس من أعراضه الجانبية وهو مايشغل بال الشارع السعودي حيث رصدت التقارير رفض شبه كامل من قبل أولياء أمور طلاب وطالبات المدارس للقبول بالتطعيم مالم يبدأ مسئولون كبار في الصحة بأخذه مما يعكس حالة كبيرة من القلق والخوف، الهيئة استرشدت بأمثلة في إقرار الدواء سواء على المستوى الدولي أو من خلال إقراره من قبل دول خليجية. وفي أخبار متفرقة لوسائل إعلام المحلية أكدت وزارة الصحة السعودية التزامها بالتوجيهات الملكية الأخيرة بسرعة علاج المصابين بالوباء على نفقة الدولة بعد أن رصد تهاون ملحوظ من قبل بعض المرافق الصحية ومن ذلك ما رصدته هيئة الرقابة والتحقيق من قصور في تنفيذ خطط الوقاية من مرض انفلونزا الخنازير في القطاعات التعليمية والصحية في بعض المحافظات والمناطق في غرب السعودية في ظل وصف الموجة الثانية للوباء أنها الأخطر مع تغيرات الجو واقتراب الشتاء الذي يحتم البدء في التطعيمات ليس فقط للوباء ولكن أيضا لأمراض أخرى مثل الحمى الشوكية. من جهته قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد بن محمد المرغلاني لـ"الوطن" السعودية أن الوزارة "إذا تلقت بلاغاً من أي مريض ضد أي مؤسسة صحية ثبت فيه تهاونها في تقديم الخدمة العلاجية من خلال استقبال أي حالة مصابة بفيروس الخنازير فإنه ستتم محاسبتها وإيقاع أقصى العقوبات بحقهاً، مؤكداً في الوقت ذاته أن الوزارة سبق أن أعلنت مراراً وتكراراً بتقديم الخدمة العلاجية فوراً للمصابين وبدون أي تأخير" متمنيا ألا يمثل البدء في تطعيم الحمى الشوكية أي تعارض بالرغم من الرفض الواسع لطلاب المدارس لما يخص لقاح الوباء الذي سيركز وبحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية على "الأشخاص الذين يعانون من أمراض ذات خطورة في حين تضع تناول اللقاح للأشخاص العاديين أمرا اختياريا وهذا هو المعمول به". يذكر أنه وبالتزامن مع ذلك قامت إدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة بإغلاق مدرسة متوسطة بعد بلوغ الإصابات بإنفلونزا الخنازير الحد الذي وضعته الوزارة لإغلاق المدرسة. وهي ليست الحالة الأولى فقد سبقتها حالة إغلاق لمدرسة بنات في العاصمة الرياض. ويعتبر إقرار الدواء بداية لتدشين وخيار صعب للتربية والتعليم لخوض ما يشبه المعرض في إقناع أولياء الأمور بتطعيم أبنائهم وبناتهن بعد أن سبق لها أن أكدت أن التطعيم مرهون بالموافقة وليس إجبارياً في الوقت الذي أعتبر بعض المسؤولين فيها رفض الآباء يصنف من باب (العنف الصحي ). ومن ناحية أخرى أشادت صحيفة نيويورك تايمز بجهود الحكومة السعودية للتصدي لمرض انفلونزا الخنازير خاصة الإجراءات الاحترازية والوقائية استعداداً لموسم الحج الذي يفد إليه ما يقارب من 3 ملايين حاج من أكثر من 160 دولة حول العالم، مشيدة بتصريح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش أنه "لن يتم منع أي حاج يصل إلى أراضي المملكة غير مطعم أو كان عمره مخالف للأعمار المسموح بها حيث أن المسؤولية تقع على عاتق السلطات الصحية في تلك الدول ولكن في الوقت نفسه تشترط على جميع الدول التي يفد منها الحجاج اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة لرعاياهم الراغبين في أداء الحج وإعطائهم جرعة من اللقاح المضاد لفيروس انفلونزا الخنازير قبل أسبوعين من قدومهم للحج في حال توفره والالتزام بالاشتراطات الصحية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية"، ومؤكداً أنه تم تأمين عقار التاميفلو وبكميات كبيرة إضافة إلى تجهيز 76 مرفقا صحيا بأنظمة متطورة لتقصي الأمراض وكذلك توسيع وحدات العناية المركزة . وفي وقت سابق أكدت الداخلية ضمن الاستعدادات النهائية لموسم الحج أنه لن تكون هناك أية إجراءات استثنائية في موسم الحج لهذا العام، فيما أكدت وزارة الحج والوزارات المساندة مثل الصحة على استكمال خطتها طوال موسم الحج، حيث يعمل على تنفيذها في المسجد الحرام قرابة 6058 موظفا ومتطوعا منهم 1756 موظفا رسميا و1800 موظفاً مؤقتاً و 2502 من العمال والعاملات. |